2008/09/14

ماذا بعد رمضان

click to comment
الكل يتسابق في رمضان لأداء الفروض من صوم وصلاة وزكاة .. وتزيد صدقاته في الشهر الكريم .. ويعيش روحانيات الشهر الكريم وهو في حالة صفاء روحاني عجيب .. ولكن .. ماذا بعد رمضان ؟ لماذا لا يستمر معه هذا الإحساس بعد انتهاء أيام الشهر الفضيل ؟ .. لماذا لا نجعل ايامنا كلها رمضان ؟ فنؤدي العبادات بنفس الهمة والنشاط .. ونعيش نفس اللحظات بروحانيتها و وحالة الصفاء النفسي والقرب من الله ؟
تعالوا بنا نتعاهد على ان نعيش حياتنا كلها على انها رمضان .. طبعا لا اطلب منكم ان تصوموا العمر كله ولكن من يريد الصوم فليصم صيام داوود عليه السلام حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "صم يوماً ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: "صم يومين ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: "صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: "صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك، قال: "صم أفضل الصيام صوم داود عليه السلام كان يصوم يوماً ويفطر يوماً" (رواه مسلم 1159) .. واذا لم يكن يطيق ذلك فليصم الإثنين والخميس اقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وحتي اذا لم يستطع ذلك فليصم ثلاثة ايام كل شهر وأظن اننا كلنا نقدر على ذلك .. ونجتهد فى العبادة والتقرب الى الله كما نجتهد في رمضان .. فنصلى صلاتنا بالخشوع اللازم .. ونقيم الليل ولو ركعتين كل ليلة فكما تعلمون فالإنسان يوم القيامة يكون في امس الحاجة الى ما يثقل ميزان اعماله .. هناك اشياء بسيطة ولن تكلفنا الكثير من الوقت ولكنها ستزيد من رصيدنا عند الله مثل التسبيح والتحميد والتهليل .. والإستغفار .. لو عرفنا قيمة الإستغفار لما تركناه لحظة واحدة قال تعالى"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراًوَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ " [نوح:10 -12]. فبالإستغفار ينزل المطر .. ويمدنا الله بالأموال والبنين .. ويمطرنا برحماته ويرفع البلاء .. ومعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يستغفر في اليوم مائة مرة ومن صيغ الإستغفار دعاء سيد الإستغفار( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
وتحضرني قصة عن الإستغفار إطلعت عليها من قبل .. حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد ، حاول معه الإمام ولكن لا جدوى ، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي ، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد ، وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر ، فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت ، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز ، فأكرمه ونعّمه ، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ، المهم أن الإمام أحمد بن حنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر ، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل ، فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن استغفاره في الليل :
فأجابه الخباز : أنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر
فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لاستغفارك ثمره ؟
والإمام أحمد سأل الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الاستغفار و يعلم فضل الاستغفار وفوائده.
فقال الخباز : نعم ، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة !
فقال الإمام أحمد : وما هي ؟
فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل !
فقال الإمام أحمد : أنا أحمد بن حنبل والله إني جُررت إليك جرا !! .. واهم من هذا ترك ما يجلب السيئات .. نحن لسنا بحاجة لها قطعا .. فلا داعي للخوض في سيرة الناس الذي يحملنا الكثير من الذنوب .. مالنا وللناس ؟ فلنترك ما لا يعنينا ولنتوجه الى الله بقلوب خاشعة .. الفرصة ما زالت امامنا سانحة للتقرب للخالق سبحانه وتعالى عله يغفر لنا خطايانا ... كلنا ذنوب فلنتطهر منها بالتوبة .. والأوبة الى خالقنا جل وعلا ولنطلب منه الرحمة والمغفرة ولنداوم عل التقرب اليه بالطاعات ولنبتعد عن كل ما لا يرضيه سبحانه وتعالى .. وادعو الله ان يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال وان يجعلنا من عتقاء الشهر الكريم .. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأموات الأحياء منهم والأموات انك سميع مجيب الدعوات
click to comment


----------------------