2008/05/17

العمال بين الأجور والأسعار




حضرت اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية العمالية للمؤتمر الخامس لعمال مصر والتي عقدت بنقابة الصحفيين بالقاهرة ، وحضرها عدد كبير من المهتمين بالقضايا العمالية . وكان من الحضور من اعضاء مجلس الشعب : د/ جمال زهران ومحمد عبدالعليم وسعد عبود ومحمد عبد العزيز شعبان .. كذلك حضرت د / كريمة الحفن اوي العضو البارز في حركة كفاية.
وتحدث عدد من الحضور وبينوا حال العمال في مصر وما تم من اضرابات عمالية في الفترة الاخيرة من اجل زيادة الاجور، وقد اشار ناجي را شد الى ان عدد الجياع في العالم قد ارتفع الى مليار شخص وان هناك طفل يموت كل بضع ثواني دون سن العاشرة كذلك اكد على ان الثروة في يد قلة قليلة وان النظام يؤيده حفنة من لصوص المال العام وان الحكومة استغلت العمال من اجل تدبير قيمة العلاوة الممنوحة للعاملين في مايو الحالي وان النظام قد فتح سجونه للشرفاء من هذا الوطن واننا يجب ان نناضل معا من اجل الخبز والحرية.. وانه على العمال بعد انتزاعهم للحق فى الاضراب ان ينتزعوا الحق في انشاء نقابات تتحدث عنهم وتنقل مطالبهم لصاحب العمل .. وحدد ناجي راشد المطالب العمالية في :
1- حد ادنى من الاجور 1200 جنيه شهريا ( وهو حد الفقر) . 2- الإفراج عن اموال التأمينات
3- تثبيت الدعم على السلع الاساسية 4- إحكام الرقابة على الاسواق
5- الافراج عن كافة المعتقلين .
وختم حديثه بمطالبة العمال بأن يتمسكوا بمطالبهم ويوحدوا صفوفهم .
اما محمد عبد السلام فقد تحدث عن الاحتجاجات العمالية التي وصلت الى 800 احتجاج بدءا من جمع التوقيعات وتقديم العريضة الى الإضراب والاعتصام للمطالبة بالحقوق .. وأشار الى أن قضية الاجور والاسعار هي المحور الرئيسي للمؤتمر الخامس .
ثم تحدث احمد النجار المفكر والخبير الاقتصادي عن الاجور وعن التضخم وبالارقام ، فأكد على ان الأجر من 30 سنة كان الحد الأدنى لخريج الجامعة 28 جنيه وكان يشتري 35 كيلو لحم او 560 كيلو أرز، واجر عامل التراحيل سنة 1950 كان 18 قرشا وقدرته الشرائية الآن توازي 1200 جنيه ، واشار الى ان معدلات التضخم الرسمية المعلنة للحكومة لا يعتمد عليها لانها منخفضة .. وان حد الفقر المدقع 1,2دولار يوميا ، كذلك اشار احمد النجار في كلمته الى وجود عشرات الأجور لنفس الوظيفة مثل ( محاسب في البترول - محاسب في الحكومة - محاسب في المالية )وتساءل : كيف يمكن تعديل الحد الأدنى للأجور في الوقت الحالي ؟ واكد انه لو تم وضع توصيف وظيفي ستصبح هناك امكانية لرفع الحد الأدنى .. واوضح ان جزء كبير من الدعم يصل الى الطبقة العليا فدعم الخبز 13,09 مليار جنيه، اما دعم البترول فهو 40 مليار جنيه والغاز والمازوت مدعم لشركات الاسمنت والحديد والأسمدة وكلها تبيع بالأسعار العالمية والنظام يتحيز للطبقة العليا ، وهناك دعم للأجانب !! دعم نصف مليار جنيه سنويا لصفقة الغاز الفاسدة لإسرائيل !! وطالب النجار بضرورة تعديل النظام الضريبي الذي جعل معدل الضريبة على الطبقة الوسطى أكبر من المعدل على الطبقة العليا .. واوضح الى انه قد تم السيطرة على معدل التضخم عام 1999 ثم انفجر مرة أخرى حتى وصل الى ما وصل اليه في الوقت الحالي ، فقد كان معدل التضخم 25% في العام الماضي ، والثلاثة ا شهر الأولى من هذا العام 2008 تساوي معدلات التضخم في العام الماضي كله ، وانه تم المطالبة بتحديد معدل ربح للتجار بدلا من وصول معدلات الربح ال100 % في بعض السلع .
واشار ايضا الى ازدواج السيطرة على السلطة ، وضعف دور الشعب ومؤسساته في حماية نفسه.. وانهى حديثه بقوله : لا بد ان تكون هناك مراجعة لمواقفنا وحماية انفسنا ( ماحك جلدك مثل ظفرك فتولى أمر نفسك ).
ثم بدأ إلهامي الميرغني كلمته للحضور بكلمات لبيرم التونسي تكاد تصف حالنا الآن :
الأكل والشرب ف إيد اللومانجية *** والطماعين اللي غلوا الملح والميه
والغشاشين اللي فاقوا الحرامية *** الشاي بالمفتشر مخلوط ملوخية
والبن فيه الشعير تسعين ف الميه *** والعيش برمله وطينه يا مناخليه
واللحم معروض بدون أختام رسمية *** والميه هي اللبن ولا اللبن هيه ؟
أفاعي متسيبة من غير رفاعية *** ودنيا مترتبة ترتيب فلاتية
واوضح الميرغني انه لكي نناقش الغلاء الذي نعيشه فانه توجد عدة اسئلة مطروحة للمناقشة منها : هل الغلاء قدر محتم لا يمكن الفكاك منه ؟ هل الغلاء ظاهرة عالمية ولا يكمن مواجهتها محليا ؟ هل يمكن وضع سياسات لمكافحة الغلاء؟ .
واضاف الميرغني ان المقريزي قد توصل منذ اكثر من 600 سنة ال ان الغلاء من فعل البشر وليس مجرد ابتلاء من الله ، وان قوانين السوق والافراط في اصدار النقود هو احد اسباب شدة الغلاء..
وحصر الميرغني اسباب الغلاء في :
1- خلل هيكل الإقتصاد المصري وتقلص دور قطاعي الزراعة والصناعة التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي لصالح قطاع الخدمات وترتب على ذلك تزايد الاعتماد على الخارج لتوفير المنتجات الزراعية والصناعية .
2- التحول الإقتصادي من القطاع العام الى القطاع الخاص والنتيجة انفلات الاسعار دون رقابة من الدولة وظهور الاحتكارات في المواد الغذائية ومواد البناء.
3- زيادة الاعتماد على الخارج لاستيراد السلع الغذائية والإستهلاكية بما انعكس على عجز الميزان التجاري ويؤدي ذلك الى خضوع مصر لشروط الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وانعكاس قيمة الدولار واليورو على تكلفة الواردات المصرية والحديث عما يعرف بالغلاء العالمي . 4- عجز الموازنة العامة للدولة وزيادة حجم الديون المحلية والأجنبية : مما ادى لاستيلاء الحكومة على 270 مليار جنيه من أموال المعاشات وغرقت في الديون المحلية والأجنبية وتوسعت في الإصدار النقدي بدون انتاج مقابل .. مما ساهم في إ شعال الأسعار وراحت تبحث عن تخفيض قيمة الدعم الغذائي مما يؤدي الى المزيد من إرتفاع الأسعار . كما تحدثت د/ كريمة الحفناوي عما يحدث في مصر .. وانفعلت الى درجة البكاء .. بكت حزنا على ما يحدث للمصريين .. وفي نهاية كلماتها الثائرة التي الهبت الحضور طالبت بتكوين لجان لمكافحة الغلاء .
وبعد ذلك تم تكريم عدد من الحضور .

2008/05/13

الحياة الكريمة




إن حياة المصريين اصبحت لاتسر عدو ولا حبيب ، فكل رب اسرة مطحون ويشقى ويكد لاجل توفير متطلبات الاسرة - هذا إن استطاع توفيرها اصلا - فالمرتبات ضئيلة وهو يعمل بدلا من العمل الواحد اثنان وثلاثة وبالكاد يكفي الضروريات .. ويعود الى منزله مهموما متعبا من الشقاء طوال اليوم .. وهنا ا سأل : متى يجلس مع الابناء والزوجة ؟ وكيف يعيش حياته ؟ .. انه يشعر و كأنه ثور تم ربطه في ساقية تدور بلا انقطاع عدا سويعات قليلة يلقي فيها بجسده المنهك على سريره ويجد ان الصبح قد طلع قبل يحصل جسده على الراحة التي يستحقها وعليه ان يدور بالساقية من جديد.. فهل هذه حياة ؟ .
اننا نطالب بحد أدنى للأجور وبأجر عادل يوفر للناس حياة كريمة ويجعلهم يشعرون أنهم بشر ومن حقهم الحياة والتمتع بها .. حد ادنى للاجور يكفل للاسرة سد احتياجاتها والذي تم تحديده ب 1200 جنيه وهو حد الفقر .. مع مراعاة ربط زيادة الاجور بزيادة الاسعار .. فماذا تفعل نسبة ال30% العلاوة الخاصة التي اعلن عنها الرئيس مبارك مع الارتفاع المحموم للأسعار ؟ ( هذا اذا صرفت النسبة كاملة ودون ان يجعلوا لها حد اقصى ) وبالتأكيد سيحدث ما يحدث مع كل زيادة ، فرغم ان الاسعار قد ارتفعت بطريقة خيالية خلال الاشهر الماضية وبنسب مبالغ فيها حتي انها في بعض السلع كانت نسبة الارتفاع اكثر من 100% ، إلا ان التجار يعتبرون زيادة المرتبات هو الضوء الاخضر لزيادة الاسعار وقبل ان يصرف الموظف الزيادة تبدأ الاسعار في ارتفاعها المجنون الذي لا رابط له فتلتهم النسبة التي زادت في المرتب وتزيد عليها ، وهكذا يجد الموظف المسكين ان مرتبه قد نقص ولم يزد .. والدليل على ذلك مثلا في العام الماضي زادت المرتبات بنسبة 15% وكما قلت زادت اسعار السلع وتجاوز بعضها نسبة 100% زيادة .
يكفي الناس معاناتهم في طابور العيش من اجل الحصول على بعض الارغفة لاطعام الاولاد .. ويكفي ان مات البعض من اجل الحصول على هذه الارغفة .
اتوجه لوزير التموين برجاء ان يعيد صرف العدس والفول على بطاقات التموين فهو طعام الفقراء والذي ارتفعت اسعاره - خاصة العدس الذي قارب العشرة جنيهات للكيلو!!! واضافة الدقيق ايضا اليها ليجد الناس ما يرفع بعض الضغط عنهم .
وبالمناسبة قرأت منذ سنوات عن قانون جديد للعاملين وبه رفع معدلات الحد الادنى للأجور :اين هذا القانون يا وزير التنمية الادارية ؟ اما آن الأوان لمناقشة هذا القانون في مجلس الشعب وسرعة تطبيقه على العاملين ؟ الناس الآن تعيش بشق الانفس في ظل هذا الغلاء .. كل الناس تعاني وليس الموظف فقط ..لهذا ارجو من كل مسئول في هذا البلد ان يتقي الله فيمن هو مسئول عنهم قبل انهيار البلد .. فلا يخفى عليكم ان مصر مرشحة للإنهيار ضمن 20 دولة معرضة للإنهيار !!! فهل ترضون لمصر هذا المصير ؟ إن مصر خيرها كثير فقد من الله عليها بمصادر طبيعية للثروات الى جانب الصناعة والسياحة والزراعة وقناة السويس .. عليكم يا اهل الحل و الربط اعادة توزيع الدخل القومي حتى يأخذ كل ذي حق حقه .. فكلنا مصريين وليس من العدل ابدا ان تكون ثروة البلد في يد عدد محدود من الافراد وباقي الشعب من الجياع .. إن الله لا يرضى بذلك فراجعوا حساباتكم واجعلوا لفقراء هذا البلد نصيبا من الاهتمام .. وهدانا الله جميعا لما فيه الخير لهذه الأمة .