2008/05/13

الحياة الكريمة




إن حياة المصريين اصبحت لاتسر عدو ولا حبيب ، فكل رب اسرة مطحون ويشقى ويكد لاجل توفير متطلبات الاسرة - هذا إن استطاع توفيرها اصلا - فالمرتبات ضئيلة وهو يعمل بدلا من العمل الواحد اثنان وثلاثة وبالكاد يكفي الضروريات .. ويعود الى منزله مهموما متعبا من الشقاء طوال اليوم .. وهنا ا سأل : متى يجلس مع الابناء والزوجة ؟ وكيف يعيش حياته ؟ .. انه يشعر و كأنه ثور تم ربطه في ساقية تدور بلا انقطاع عدا سويعات قليلة يلقي فيها بجسده المنهك على سريره ويجد ان الصبح قد طلع قبل يحصل جسده على الراحة التي يستحقها وعليه ان يدور بالساقية من جديد.. فهل هذه حياة ؟ .
اننا نطالب بحد أدنى للأجور وبأجر عادل يوفر للناس حياة كريمة ويجعلهم يشعرون أنهم بشر ومن حقهم الحياة والتمتع بها .. حد ادنى للاجور يكفل للاسرة سد احتياجاتها والذي تم تحديده ب 1200 جنيه وهو حد الفقر .. مع مراعاة ربط زيادة الاجور بزيادة الاسعار .. فماذا تفعل نسبة ال30% العلاوة الخاصة التي اعلن عنها الرئيس مبارك مع الارتفاع المحموم للأسعار ؟ ( هذا اذا صرفت النسبة كاملة ودون ان يجعلوا لها حد اقصى ) وبالتأكيد سيحدث ما يحدث مع كل زيادة ، فرغم ان الاسعار قد ارتفعت بطريقة خيالية خلال الاشهر الماضية وبنسب مبالغ فيها حتي انها في بعض السلع كانت نسبة الارتفاع اكثر من 100% ، إلا ان التجار يعتبرون زيادة المرتبات هو الضوء الاخضر لزيادة الاسعار وقبل ان يصرف الموظف الزيادة تبدأ الاسعار في ارتفاعها المجنون الذي لا رابط له فتلتهم النسبة التي زادت في المرتب وتزيد عليها ، وهكذا يجد الموظف المسكين ان مرتبه قد نقص ولم يزد .. والدليل على ذلك مثلا في العام الماضي زادت المرتبات بنسبة 15% وكما قلت زادت اسعار السلع وتجاوز بعضها نسبة 100% زيادة .
يكفي الناس معاناتهم في طابور العيش من اجل الحصول على بعض الارغفة لاطعام الاولاد .. ويكفي ان مات البعض من اجل الحصول على هذه الارغفة .
اتوجه لوزير التموين برجاء ان يعيد صرف العدس والفول على بطاقات التموين فهو طعام الفقراء والذي ارتفعت اسعاره - خاصة العدس الذي قارب العشرة جنيهات للكيلو!!! واضافة الدقيق ايضا اليها ليجد الناس ما يرفع بعض الضغط عنهم .
وبالمناسبة قرأت منذ سنوات عن قانون جديد للعاملين وبه رفع معدلات الحد الادنى للأجور :اين هذا القانون يا وزير التنمية الادارية ؟ اما آن الأوان لمناقشة هذا القانون في مجلس الشعب وسرعة تطبيقه على العاملين ؟ الناس الآن تعيش بشق الانفس في ظل هذا الغلاء .. كل الناس تعاني وليس الموظف فقط ..لهذا ارجو من كل مسئول في هذا البلد ان يتقي الله فيمن هو مسئول عنهم قبل انهيار البلد .. فلا يخفى عليكم ان مصر مرشحة للإنهيار ضمن 20 دولة معرضة للإنهيار !!! فهل ترضون لمصر هذا المصير ؟ إن مصر خيرها كثير فقد من الله عليها بمصادر طبيعية للثروات الى جانب الصناعة والسياحة والزراعة وقناة السويس .. عليكم يا اهل الحل و الربط اعادة توزيع الدخل القومي حتى يأخذ كل ذي حق حقه .. فكلنا مصريين وليس من العدل ابدا ان تكون ثروة البلد في يد عدد محدود من الافراد وباقي الشعب من الجياع .. إن الله لا يرضى بذلك فراجعوا حساباتكم واجعلوا لفقراء هذا البلد نصيبا من الاهتمام .. وهدانا الله جميعا لما فيه الخير لهذه الأمة .

ليست هناك تعليقات: