2008/04/16

شبابنا والمخدرات

هناك اغنية قديمة تقول : شم الكوكايين خلاني مسكين .. وحديثا غنى احد من يغنون الاغنية التي يطلق عليها شبابية : في كل حارة وفي كل حتة البا نجو عملوا له باكيته ، واتساءل : ماذا جرى لشبابنا ؟ لقد وقع الكثيرين منهم في هاوية الإدمان بأشكاله المختلفة .. فبعضهم يأخذ الاقراص المخدرة والبعض الآخر يفضل الحقن والأغلبية يميلون للسيجارة المغمسة بالبانجو .. أما اصحاب الدخول المرتفعة منهم فمزاجهم عالي ويتعاطون الهيرويين والكوكايين .. فما الذي ادى لوقوع الشباب وهم امل مصر في دائرة الإدمان المدمرة ؟ وكيف تكون البداية ؟ كيف يبدأ الشاب او الفتاة التعاطي لأول مرة ؟ .. لقد قمت بعمل تحقيق صحفي عن هذا الموضوع وخرجت منه بدة اسباب ونتائج ولنبدأ من البداية
كيف يبدأ الشاب ادمان المخدر ؟
من خلال حواري مع الشباب الذين ادمنوا المخدرات أكدوا لي على ان بعض معارفهم يقدم لهم المخدر في الافراح وقد يرفض الشاب أول مرة .. ومع تكرار العرض ومع اول مشكلة اسرية صعبة تواجه الشاب تأتي الفرصة لرفقاء السوء للتأثير عليه ليدخن معهم ويقدمون له السيجارة الملعونة المحشوة بالمخدر .. ويتناولها .. ويكون لها تأثير عليه وقد لايشعر بنفسه الا بعد أيام .. بعض الشباب ذكر ان قسوة الأب في تعامله مع ابنه جعلته يكبت في نفسه حتى لا يرد على ابيه الى جانب انه لم يستطع ان يطلع احد من الاصدقاء علي ما يلاقيه من قسوة الوالد ، وتلقفه اصدقاء الحسرة والندامة ولجأ لتعاطي المخدر حتى اصبح يتناوله يوميا
وقد اشار احد الشباب الى ان المحسوبية قد ادت الى ادمان لاعب كرة قدم بأحد الاندية .. فرغم موهبته في اللعب الا انه لم يجد من يساعده .. وفضلوا عليه ابن فلان من الناس مما احبطه و اسودت الدنيا في عينيه وادمن المخدرات .. فلماذا يتم احباط الشباب بهذه الطريقة ؟ .
ومن خلال اعدادي لهذا الموضوع لاحظت ان البانجو هو أكثر انواع المخدرات انتشارا فالشباب من سن ١٥ الى ما بعد ال سنة ٣٠
نسبة كبيرة منهم يتعاطون المخدرات وعل رأسها البانجو .. ومعروفة هي الآثار المترتبة على تدخين البانجو : فهو يتسبب في اتلاف خلايا المخ والاعصاب بطريقة تدريجية .. فالى جانب احتمال اصابة المتعاطي بالسرطان وضغط الدم والتسمم فقد يصيب الانسان بالشلل الرعاش وضعف الذاكرة وعدم التركيز ، كذلك يؤثر على العين ويتسبب في اتلاف الشعيرات الدموية في الأنف بحرقها .. كما يسبب العقم والضعف الجنسي هذا اثره من الناحية الطبية .. اما من الناحية القانونية فتعاطي المخدرات جناية عقوبتها طبقا لنص المادة ٣٧ فقرة ١ من القانون رقم ١٨٢ لسنة ٦٠ المعدل بالقانون رقم ١٢٢ لسنة ٨٩ هي اللأشغال الشاقة المؤقتة من ٣ الى ١٥ سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه
ولا تجاوز 50 الف جنيه ، وللمحكمة طبقا لنص المادة 17 من قانو ن العقوبات اذا اقتضت أحوال الجريمة رأفة القضاة تبديل هذه العقوبة بعقوبة السجن او الحبس الذي لا يجوز ان ينقص عن ستة اشهر .
اما عن طرق تعاطي البانجو فأكد المتعاطون انه اما عن طريق لفه في السيجارة او وضعه على الشيشة .. كما انه اما يكون وحده او باضافة اقراص مطحونة اليه ليكون اكثر تأثيرا .
اما عن فوائد التعاطي فقد قال لي الشباب بأنه ليست له فائدة على الاطلاق ولكن اضراره كثيرة سواء صحيا او نفسيا ، كما ان له تأثير على اتخاذ الشخص للقرارات .
اما عن كيفية الاقلاع عن تدخين المخدرفقد اشار احد الشباب الى ان المتعاطي لن يمتنع إلا اذا كان مقتنعا بهذا من داخله .. ويقدم احد هؤلاء نصيحة لشبابنا حتى لا يقعوا فريسة للإدمان : في حالة وجود أي نوع من المشاكل التي تمر بها فلا انصحكم باللجوء الى المخدرات .. بل انصحكم بقراءة القرآن فسوف تستريحون نفسيا ، وكذلك اللجوء الى ممارسة الرياضة .. والتحاور مع شخص آخر مر بتجربة الإدمان فإنه يمكنه ان يعطيكم النصيحة .
الأسباب التي تدفع بشبابنا لإدمان المخدرات
من واقع لقاءاتي مع عددد من المدمنين خرجت بعدة أسباب أدت لتعاطيهم المخدرات وهذه الأسباب هي
1- أجهزة الإعلام ( خاصة التليفزيون والسينما ) : حيث يشاهد الشباب الأفلام ولجوءبطل الفيلم الى التدخين او الى تعاطي المخدرات لينسى همومه ومشاكله .
2- البيئة التي نشأ فيها الشخص والقدوة السيئة : فحينما يرسل الوالد ابنه ليشتري له المخدر ( وهو القدوة بالنسبة له ) فإنه يسهل له الأمر بمعرفة مصادر الشراء وسهولة التجربة .
3- قلة الرقابة من جانب الأبوين على الأبناء تتيح لهم الانسياق وراء رفقاء السوء والوقوع بين براثن الإدمان .

4- الحرية والثقة الزائدة عن حدها : فعندما تترك الاسرة الحبل على الغارب للأبناء بدعوى الحرية والثقة فيهم فإنها تسهل لهم الوقوع في بئر الإدمان . - 5- الضغط الزائد عن الحد وكبت حرية الرأي لدى الأبناء : فعلى الوالدين ان يصادقوا الابناء حتى يلجاون لهم في اي مشكلة بدلا من اللجوء لمن يوردهم موارد الهلاك ( إن كبر ابنك خاويه )
6-احباط الشباب بعد الانتهاء من الدراسة والإنضمام لطابور العاطلين
7- الجهل : حيث ينتشر الادمان بين الشباب الغير متعلم ..حتى ان الأسرة تعلم بتعاطي الإبن للمخدرات ولا تحاول نصحه .. وكأن هذا شيئا طبيعيا ، والأدهى من ذلك ان الأب قد يضع ابنه على بداية الطريق .. حيث ذكر لي أحد الشباب انه رأى اب يدخن الشيشة ومعه ابنه ( 4 سنوات ) فكان الاب يعطي الشيشة لهذا الطفل ليدخنها .
أسباب الإمتناع عن تناول المخدرات
1- وجود صعوبات : منها الإحساس بالخطر مثل القبض على بعض المدمنين..وعدم توافر السيولة النقدية لشراء المخدر .
2- تحسن العلاقة بالاسرة واحتواء الوالد لابنه ( رغم عدم علم الاسرة بادمان الابن على حد قول الابن ).
3- تكثيف الشرطة لحملاتها .
4- الشعور بفقد اللياقة البدنية والهزال والتوتر الدائم وارتعاش اليدين جعل احد الشباب يبدأ رحلة الاقلاع عن الادمان بالاقلال من من السجائر التي يتناولها واللجوء لممارسة الرياضة واتخاذ غير المدمنين قدوة له .
5- الوصول الى مرحلة انعدام الوزن مما جعل احد الشباب يوحي لصديقه بانه امتنع عن تناول المخدر حتى يمتنع صديقه عن ذلك .. وبدأ بعد ذلك فعلا في في محاولة الامتناع عن التعاطي وقد اخذ منه ذلك عاما بأكمله حتى استطاع ان يمتنع تماما والحمد لله .
6-تجنب الزملاء للمدمن كان له رد فعل نفسي عنيف علي احد الشباب مما شجعه على اتخاذ القرار بالامتناع وعن اقتناع ودون ضغط من أحد عليه .
7- الإيمان الداخلي يجعل الانسان يتوقف عن الخطأ :فقد كان أحد الشباب يخشى دخول المسجد او سماع القرآن لشعوره بأنه مخطيء .
وفي النهاية اتوجه الى كل اسرة بان تحاول التقرب من الابناْء ومحاولة التعرف على مشاكلهم لمساعدتهم في حلها ..كما ادعو كل شاب وفتاة ان يتخيروا من يصادقوهم وليتقربوا الى الله في كل شدة ويطلبون منه العون بكل اخلاص .. حتى من زلت قدمه الى طريق الادمان فليعزم على ان يترك المخدر وليدعو الله ويطلب منه المساعدة فوالله لوكان صادقا في نيته لوجد الله بجانبه ويأخذ بيده بعيدا عن طريق الدمار الذي يسير فيه وانا واثقة من ذلك وعن تجربة فمن يطلب المساعدة من الله باخلاص فإنه لا يخذله ابدا .. واما الحكومة فلها دور كبير في هذا الموضوع فعليها ايجاد حل عاجل لمشكلة البطالة .. وعليها ملء فراغ الشباب وجعلهم يقضون اوقاتهم فيما بفبد ابدانهم ويعود عليهم بالصحة والاهتمام بالرياضة اكثر وتشجيع المواهب .. وقى الله شبابنا شر الاعداء المتربصين بهم ووقى بلادنا مما يحاك لها من مؤامرات لتدمير شبابنا وتفتيت بلادنا حتى لا تقوم لها قائمة فهذا هو الهدف الذي يسعى اليه الاعداء احبط الله عملهم وجعل كيدهم في نحورهم .

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم و بعد :
أشكر السيدة سمر على شجاعتها في إثارة موضوع شائك و خطير في نفس الوقت يهدد مستقبل أبنائنا و بناتنا ليس في مصر فقط و لكن على مستوى الوطن العربي ، كما أنوه بالمجهود الضخم الذي بذلته في التحري و التقصي و جمع المادة الصحفية اللازمة ، كما أثمن دورها في تناول الموضوع من كل الجوانب ، بدءا بلأسباب الرئيسية التي تدفع للإدمان ، ثم طرحها لمجموعة من الحلول الممكنة لمحاربة الظاهرة .
سيدتي الفاضلة : هناك موضوع آخر أكثر تحديدا و خصوصية و خطورة أيضا ننتظر منك مجهودا لا يقل عما بذلته في السابق هو : الإدمان في الوسط المدرسي ، و لك أن تختاري مستوى من مستوياته ، سواء في الثانويات أو في الجامعات ، و قد كنت طرحته في مدونتي للنقاش العام ضمن مجموعة أخرى من المواضيع التي تهم عالم التربية و التعليم في الوطن العربي
إمضاء : د / محمد بن مرزوقة

غير معرف يقول...

اخي د/ محمد بن مرزوقة :
اولا اشكرك على متابعتك المستمرة وتشجعيك لي .
ثانيا اعرفك باني قمت بعمل موضوع الادمان هذامع طلبة الجامعة شخص واحد فقط
كان مؤهله دبلوم صنايع .. وهذا هو المحزن والمؤلم فإذا كان هذا حال شبابنا الجامعي المتعلم .. فما هو حال من لم ينل حظه من التعليم .. هذه كارثة بكل المقاييس .. فشبابنا مستهدف يريدون تغييبه واضعافه حتى لا يتصدى لما يحاك لهذه الامة من مؤامرات

غير معرف يقول...

حقا موضوع مفيد ...
جعل الله هذا المجهود الطيب في ميزان حسناتك

Samar يقول...

الي م/ محمد : شكرا اخي .. اللهم آمييييين
جزاك الله خيرا